ن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { قال الله تعالى : أنا أغنَى الشركاءِ عنِ الشركِ , منْ عملَ عملاً أشركَ فيهِ معي غيري تركتُهُ وشِركهُ } . رواه مسلم .
أشرك فيه معي غيري : أي قصد مراءاة غير الله أو تسميعه ,لعله يستفيد منه مالاً أو جاهاً أو ثناء .
تركته وشركه : كناية عن إحباط ثوابه وحرمانه من أجره .
قال ابن علان : إطلاق الشرك على الرياء وهو شرك خفي وهو إن كان لا يقذح في أصل الإيمان لكن يبطل ثواب أصل الأعمال المصحوبة به .
إذا
تكلمنا عن الرياء لا نستطيع إلا أن نذكر الإخلاص , لأن الإخلاص شرط من
شروط قبول العمل , والرياء سبب من أسباب إحباط ثواب العمل , والحرمان من
أجره , وعدم قبوله عند الله تعالى . فالله لا يقبل إلا ما كان خالصاً لوجهه
الكريم .
ونحو ذلك يقول الجنيد :{ الإخلاص سر بين الله وبين العبد لا يعلمه ملك فيكتبه , ولا شيطان فيفسده }.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ إن الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم ,ولا إلى صوركم , ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم }. رواه مسلم .
من
هنا نفهم أن الإثابة على الأعمال تكون بما انعقد عليه القلب من الإخلاص
وصدق النية . بعد هذا لا يسعنا إلا أن نقول أن الإخلاص عمل من أعمال القلب
الذي يراد به وجه الله تعالى لا غيره , وهو شرط لقبول الأعمال كافة لأن
الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم . فالإنسان يعامل
بقصده من الخير والشر لهذا علينا أن نقصد وجه الله الكريم في جميع أعمالنا ,
وأن لا نعمل بهدف الرياء , فيمحق العمل ,وأن لا نسمح للشيطان بإدخال
الرياء الى قلوبنا . فينتقص الأجر , وإن لم نجاهد أنفسنا ربما تصبح جميع
أعمالنا هباء منثور .
وأخيراً علينا أن نعلم إن أول ما يقضى فيه يوم القيامة أعمال الرياء بإظهارها , وتأنيب أصحابها وفضح