البسملــــة
فضلها : روى أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : " لا تقل تعس الشيطان ، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم ، وقال : بقوتي صرعته ، وإذا قلت بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب " . وجاء الأمر بها عند الوضوء والأكل والجماع والذبح .
ذكر ابن كثير الخلاف فيها وما يتفرع على هذا الخلاف من الجهر أو الإسرار بها في الصلاة ، ثم قال : فهذه مآخذ الأئمة رحمهم الله في هذه المسألة ، وهي قريبة ؛ لأنهم أجمعوا على صحة صلاة من جهر بالبسملة ومن أسر ، ولله الحمد والمنة . ا.هـ
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله : "اختلف العلماء في البسملة ، هل هي آية من أول كل سورة ، أو من الفاتحة فقط ، أو ليست آية مطلقاً ، أما قوله في سورة النمل : (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) : فهي آية من القرآن إجماعاً . وأما سورة " براءة " : فليست البسملة آية منها اجماعاً ، واختُلف فيما سوى هذا ، فذكر بعض أهل الأصول أن البسملة ليست من القرآن ، وقال قوم : هي منه في الفاتحة فقط ، وقيل : هي آية من أول كل سورة ، وهو مذهب الشافعي رحمه الله تعالى . ومِن أحسن ما قيل في ذلك : الجمع بين الأقوال : بأن البسملة في بعض القراءات - كقراءة ابن كثير - آية من القرآن ، وفي بعض القرآءات : ليست آية ، ولا غرابة في هذا . فقوله في سورة "الحديد" (فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) لفظة (هُوَ) من القرآن في قراءة ابن كثير ، وأبي عمرو ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وليست من القرآن في قراءة نافع ، وابن عامر ؛ لأنهما قرءا ( فإن الله الغني الحميد ) ، وبعض المصاحف فيه لفظة (هُوَ) ، وبعضها ليست فيه . وقوله : (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ، (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) الآية ، فالواو من قوله ( وقالوا ) في هذه الآية من القرآن على قراءة السبعة غير ابن عامر ، وهي في قراءة ابن عامر ليست من القرآن لأنه قرأ (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) بغير واو ، وهي محذوفة في مصحف أهل الشام ، وقس على هذا . وبه تعرف أنه لا إشكال في كون البسملة آية في بعض الحروف دون بعض ، وبذلك تتفق أقوال العلماء " ا.هـ ." مذكرة في أصول الفقه " ( ص 66 ، 67 ) .
( الله ) : علم على الرب تبارك وتعالى . الصحيح أنه مشتق من (أله) ، ( يأله) ، (ألوهة) و (إلهة) . فهو المألوه المعبود .
( الرحمن الرحيم ) : هذا الاسمان يفتحان -لمن عقل- أوسع أبواب المحبة لله، والرجاء فيه، وتنويع الاسمين -مع أن المصدر واحد وهو الرحمة- دليل سعتها . قال ابن القيم رحمه الله : "الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه ، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، فكان الأول للوصف والثاني للفعل فالأول دال على أن الرحمة صفته ، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته ، وإذ ا أردت فهم هذا فتأمل قوله "وكان بالمؤمنين رحيما " وقوله " إنه بهم رءوف رحيم "ولم يجئ قط ( رحمن بهم ) فعلم أن رحمن هو الموصوف بالرحمة ، ورحيم هو الراحم برحمته "إ.هـ بدائع الفوائد ( 1/ 24 ) . كتب الفاضل " أبو عبد المعز " : ومن الرحمة اشتقت صيغتا :"فعلان "دالة على الامتلاء ،و"فعيل" زيادة في الرحمة من فاعل،فهي الرحمة كيفيا ونوعيا. اهـ " الملتقى–113834 " . والرحمن اسم خاص بالله ، أما الرحيم فقد وصف به غيره .